مهارة إثارة الدافعية
مفهوم الدافعية :
يمثل مفهو الدافعة وأهميتها في الحكمة الشهيرة التي تقول “ إنك تستطيع أن تقود حصانا إلى الماء ، لكنك لا تستطيع أن تجبره على الشرب “
أي أنك تستطيع أيها المعلم أن تجبر تلاميذك على الجلوس في مقاعد الدراسة ، لكنك لا تستطيع أن تجبرهم على التعلم ، لسبب بسيط هو عدم وجود دافعية للتعلم لديهم .
فهذه الحكمة تؤكد ما ذهب إليه علم النفس التربوي من ان الدافعية تعد شرطاً أساسياً لحدوث التعلم ، مثلها في ذلك مثل النضج والممارسة ، لهذا فإن المعلم مطالب باستثارة دوافع طلابه وتشجيعهم على التعلم .
وعلى هذا يمكن تعريف الدافعية بأنها :
القوة الداخلية الذاتية التي تحرك سلوك الفرد وتوجيهه ، لتحقيق غاية معينة يشعر بالحاجة إليها ، أو بأهميتها المادية أو المعنوية . وتُستثار هذه القوة بعوامل تنبع من الفرد نفسه كحاجاته وميوله واهتماماته ، أو من البيئة المادية أو النفسية المحيطة به كالأشياء والأشخاص والموضوعات والأفكار
أساليب زيادة الدافعية للتعلم :
يمكن للمعلم أن يستخدم أساليب عديدة لزيادة دافعية تلاميذه للتعلم ، بصورة مستدامة . وتدور معظم تلك الأساليب حول ما يسمى بتنويع المثيرات ، ويقصد بها جميع الأفعال التي يقوم بها المعلم ، بهدف الاستحواذ على انتباه المتعلمين في أثناء سير الدرس .
ومن هذه الاساليب :
١- تنويع الحركة :
يتم هذا الأسلوب بحركة المعلم في أثناء التدريس إذ يدعوه إلى تغيير موقعه فلا يبقى طوال الحصة جالساً أو واقفاً في مكان واحد ، وإنما عليه أن ينتقل
٢ - توظيف الإيماءات :
ويقصد بهذا الأسلوب استخدام المعلم لكافة جوارحه في زيادة دافعية تلاميذه للتعلم إذ يمكن للمعلم الإيماء برأسه للدلالة على الموافقة أو الرفض أو الإعجاب ، أو توظيف تعبيرات الوجه في توصيل الرسالة المطلوب لتلاميذه ، فكل ذلك يسهم في زيادة الدافعية والإقبال على التعلم .
٣- تركيز الانتباه :
ويقصد به حث المعلم تلاميذه على تركيز أذهانهم على بعض النقاط المهمة في الدرس . ويتم ذلك باستخدام المعلم لغة لفظية أو غير لفظية أو مزيجاً منهما كان يقف عند نهاية جملة وقفة مفاجئة وبنبرة صوت معينة .
٤- توظيف الصمت :
ربما يكون صمت المعلم في التدريس أحياناً أبلغ من أي كلام يصدر عنه ، ولاسيما إذا تم في الوقت المناسب ، ومن مزايا الصمت أنه يضبط فوضى الفصل .
٥- تحويل التفاعل :
ويقصد بهذا الأسلوب تنويع التفاعل الذي يحدث داخل الفصل ، بأن يكون التفاعل مرة بين المعلم والمتعلمين جميعهم ، ومرة بين المعلم ومتعلم معين ، ومرة ثالثة بين متعلم ومتعلم آخر وهكذا يستطيع المعلم الماهر أن ينتقل من تفاعل إلى آخر وفقاً لطبيعة الموقف التعليمي .
٦- أسلوب التعاقد :
يعتمد هذا الأسلوب على مسلمة تقول بأن أفضل وسيلة لاستثارة دافعية المتعلمين للتعلم ، هي أن نجعل الأنشطة التعليمية ذاتها مشبعة لميولهم واهتماماتهم ، بحيث يجدون أنفسهم فيها . ويعرف هذا الأسلوب بالتعاقد ، وهو اتفاق مفتوح بين طرفين ، يوافق فيه المتعلم على أن يتقن الأهداف التعليمية المرغوب في تحقيقها مقابل السماح له بالقيام بنشاط يحبه ويرغب فيه .
المراجع :
جودت أحمد سعادة، عبد الله إبراهيم ، المنهج المدرسي الفعال ، عمان، دار عمان، ١٤١٢
صلاح الدين محمد علام، التقويم التربوي البديل، القاهرة، دار الفكر العربي، ١٤٢٥
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق